شهدت الساحة الإلكترونية تصعيدًا جديدًا في الصراع بين إيران وإسرائيل، حيث تعرضت قنوات التلفزيون الإيرانية المملوكة للدولة للاختراق مساء الأربعاء، مما أدى إلى انقطاع البث المعتاد لعرض مقاطع فيديو تدعو إلى احتجاجات ضد الحكومة الإيرانية. هذه الهجمات ليست حدثًا منفردًا، بل هي جزء من سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي يُعتقد أنها مرتبطة بجهات إسرائيلية.
تحليل شامل وسياق تاريخي
تزامنت هذه الحادثة مع اختراق بنك “سبه” وأكبر منصة لتبادل العملات الرقمية في إيران “نوبیتکس”، حيث أسفر هذا الهجوم عن سرقة أكثر من 90 مليون دولار. إن هذه الهجمات الإلكترونية تمثل تصعيدًا واضحًا في الحرب الإلكترونية المستمرة بين إيران وإسرائيل منذ أكثر من عقد. ومن المثير للاهتمام أن هذه الهجمات تأتي في وقت تحاول فيه الكيانات الإيرانية استخدام الأصول الافتراضية كوسيلة مالية وكمورد استراتيجي لدعم الطموحات الجيوسياسية الأوسع، بما في ذلك انتشار تكنولوجيا الأسلحة المتقدمة، بحسب تقرير من TRM Labs.
الأهداف المستهدفة والتداعيات الأمنية
أثرت الهجمات الإلكترونية بشكل كبير على البنية التحتية الإيرانية، حيث تُظهر البيانات أن الهجمات كانت موجهة نحو مواقع حكومية، نظم عسكرية، وبنية تحتية حيوية. وقد كشفت تقارير عن قيام إيران باختراق الكاميرات الأمنية الخاصة في إسرائيل لجمع المعلومات الاستخبارية في الوقت الحقيقي، وهو تكتيك مشابه لما استخدمته روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في عام 2022.
وفي سياق متصل، تشير تقارير من Radware إلى أن ما يقرب من 40% من جميع أنشطة دي دي أو إس (DDoS) التي ينفذها “هاكتيفيست” كانت ضد إسرائيل منذ بداية التصعيد الأخير. تحذر الشركات من اتخاذ أقصى درجات الحذر حيث أن البنية التحتية الحيوية وسلاسل الإمداد وحتى الشركات العالمية قد تصبح أهدافًا إذا اشتدت الهجمات الإلكترونية.
رؤى الخبراء والاتجاهات المستقبلية
تؤكد التحليلات من CloudSEK أن أكثر من 35 مجموعة مؤيدة لإيران قامت بشن هجمات منسقة ضد البنية التحتية الإسرائيلية، في حين أن عدد المجموعات المؤيدة لإسرائيل المشاركة في هذه الأنشطة أقل بكثير. وقد تميزت الهجمات في الغالب بهجمات دي دي أو إس، تشويه المواقع، وادعاءات باختراق البيانات.
يشير الباحث الأمني باجيلا مانوهار ريدي إلى أن هذه الهجمات تتبع نفس نمط المبالغة والتضليل الذي ميز النظام البيئي للهاكتيفيست، حيث تواصل المجموعات نسب الفضل لانقطاعات الخدمة الغير مرتبطة، وإعادة تدوير تسريبات البيانات القديمة، وتضخيم الأضرار للحصول على الاهتمام الإعلامي بدلاً من تحقيق تأثير تشغيلي ملموس.
النقاش والمشاركة
ما هي الإجراءات الأمنية التي يمكن اتخاذها لتقليل المخاطر المرتبطة بالهجمات الإلكترونية في ظل تصاعد الصراع بين الدول؟ وكيف يمكن للشركات والمنظمات تحسين دفاعاتها الإلكترونية في مواجهة هذا التهديد المستمر؟ شاركونا آرائكم على منصة X وفيسبوك باستخدام الهاشتاغات المناسبة.






شاركنا رأيك بتعليق