في عالم يتزايد فيه الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية، تشكل الهجمات الإلكترونية تهديدًا مستمرًا ومتزايدًا للبنية التحتية الحيوية للدول. ومن بين الجهود البارزة لمواجهة هذه التهديدات، تأتي “عملية النهاية” التي أطلقتها وكالات إنفاذ القانون العالمية بهدف تعطيل البنية التحتية التي تستخدمها جماعات الفدية الخبيثة.
النظرة العامة على عملية “النهاية”
تم إطلاق عملية “النهاية” في مايو 2024 كجزء من جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية، وتهدف إلى استهداف الخدمات والبنية التحتية التي تساعد في توفير الوصول الأولي أو تعزيز الوصول لأغراض هجمات الفدية (Ransomware). في النسخة الأخيرة من العملية، التي جرت بين 19 و22 مايو 2025، تم استهداف متغيرات جديدة من البرمجيات الخبيثة ومجموعات خلفت تلك التي تم تعطيلها في العام السابق، مثل “بومبلبي” و”لاكتودكتوس” و”كواك بوت” و”دانا بوت” و”تريك بوت” و”وارم كوكي”.
نتائج مذهلة للعملية
وفقًا لـ “يوروبول”، تم تعطيل حوالي 300 خادم عالميًا، وتم تحييد 650 نطاقًا، بالإضافة إلى إصدار أوامر باعتقال 20 هدفًا رئيسيًا. وتؤكد الوكالة أن هذه البرمجيات الخبيثة تُعرض كخدمة لجهات تهديد أخرى، وتُستخدم لتنفيذ هجمات فدية واسعة النطاق.
خلال أسبوع العملية، تم مصادرة 3.5 مليون يورو من العملات الرقمية، مما رفع إجمالي المبالغ المصادرة خلال “عملية النهاية” إلى أكثر من 21.2 مليون يورو. ويُظهر هذا النجاح قدرة وكالات إنفاذ القانون على التكيف والرد حتى مع إعادة تنظيم المجرمين الإلكترونيين.
الإجراءات القانونية والتعاون الدولي
أعلنت الشرطة الفيدرالية الألمانية (BKA) عن بدء إجراءات جنائية ضد 37 شخصًا تم تحديدهم. ومن بين الأفراد الذين أدرجوا في قائمة المطلوبين في الاتحاد الأوروبي:
- رومان ميخايلوفتش بروكوب (المعروف بـ carterj)، 36 عامًا، عضو في مجموعة “كواك بوت”.
- دانييل رايسوفيتش خاليتوف (المعروف بـ dancho)، 37 عامًا، عضو في مجموعة “كواك بوت”.
- إسكندر ريفكاتوفيتش شرافيدتينوف (المعروف بـ alik, gucci)، 32 عامًا، عضو في مجموعة “تريك بوت”.
- ميخائيل ميخايلوفيتش تساريف (المعروف بـ mango)، 36 عامًا، عضو في مجموعة “تريك بوت”.
- ماكسيم سيرجيفيتش غالوشكين (المعروف بـ bentley, manuel, Max17, volhvb, crypt)، 43 عامًا، عضو في مجموعة “تريك بوت”.
- فيتالي نيكولايفيتش كوفاليف (المعروف بـ stern, ben, Grave, Vincent, Bentley, Bergen, Alex Konor)، 36 عامًا، عضو في مجموعة “تريك بوت”.
عملية “رابتور”: نجاح آخر في مكافحة الجريمة الإلكترونية
بالتزامن مع عملية “النهاية”، كشفت “يوروبول” عن عملية واسعة النطاق أخرى، عُرفت باسم “عملية رابتور”، التي أسفرت عن اعتقال 270 بائعًا ومشترٍ على الشبكة المظلمة في 10 دول، منها الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وكوريا الجنوبية، وغيرها. وتم تحديد المشتبه بهم بناءً على المعلومات الاستخبارية التي جُمعت من تعطيل الأسواق المظلمة مثل “نيميسيس” و”تور تو دور” و”بوهيميا” و”كينغدوم ماركتس”.
إلى جانب الاعتقالات، تمت مصادرة 184 مليون يورو من الأموال النقدية والعملات الرقمية، و2 طن من المخدرات، و180 قطعة سلاح ناري، و12,500 منتج مزور، وأكثر من 4 أطنان من التبغ غير القانوني.
التحديات المستقبلية في مكافحة الجريمة الإلكترونية
على الرغم من هذه النجاحات، لا تزال الجرائم الإلكترونية تشكل تحدياً كبيراً لوكالات إنفاذ القانون. مع تزايد الضغط على الأسواق التقليدية، يتحول الفاعلون الإجراميون إلى متاجر صغيرة ذات بائع واحد لتجنب الرسوم وتقليل التعرض. وما زالت المخدرات غير القانونية السلعة الأكثر تداولاً على الشبكة المظلمة، مع تزايد في الاتجار بالأدوية الوصفية وارتفاع في الخدمات الاحتيالية، بما في ذلك القتلة المزيفون والقوائم الوهمية المصممة لخداع المشترين.
إلى أين تتجه الجريمة الإلكترونية بعد هذه العمليات؟ هل يمكن لوكالات إنفاذ القانون الحفاظ على الزخم والقدرة على التكيف مع التقنيات الجديدة التي يستخدمها المجرمون الإلكترونيون؟ ندعوكم لمشاركة آرائكم والانضمام إلى النقاش على منصة X (تويتر) وفيسبوك.






شاركنا رأيك بتعليق