لطالما كان هناك نقاش مستمر حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، خاصة بعد تقرير مكنزي في عام 2017 الذي توقع أن 375 مليون عامل سيحتاجون إلى الانتقال إلى وظائف جديدة أو يواجهون خطر فقدان وظائفهم بسبب الأتمتة. لكن هذا السيناريو المقلق قد تغير في السنوات الأخيرة، حيث تم تعديل التوقعات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تحول في طبيعة الوظائف بدلاً من القضاء عليها بالكامل.
اتجاهات جديدة في اختبار الاختراق
في عالم الأمن السيبراني، يأتي اختبار الاختراق (Pentesting) كإحدى المجالات التي قد تتأثر بتطور الذكاء الاصطناعي. يعتمد اختبار الاختراق على الكشف عن الثغرات الأمنية في الأنظمة والشبكات، وهي عملية تتطلب دقة وإبداعاً بشرياً. ولكن هل سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى الاستغناء عن المختبرين البشر؟
وفقاً لتحليل “تحالف أمن السحابة” (Cloud Security Alliance)، يُعتبر الذكاء الاصطناعي كـ “مضاعف قوة” للمختبرين بدلاً من استبدالهم. فبينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بأتمتة المهام الروتينية مثل فحص الثغرات (Vulnerability Scans) وفحص الشبكات، يبقى العنصر البشري ضرورياً للمهام التي تتطلب إبداعاً وتفكيراً نقدياً.
خفض الحواجز وزيادة الفعالية
يُعد الذكاء الاصطناعي عاملاً مساعداً للمختبرين، حيث يُمكن حتى للأشخاص الذين يفتقرون إلى الخبرة التقنية العميقة – المعروفين بـ “الأطفال المبرمجين” (Script Kiddies) – من تنفيذ اختبارات أكثر تطوراً. يعمل الذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام المعقدة مثل محاكاة الهجمات (Adversary Simulation) واستغلال الثغرات (Exploitation)، مما يمكن هؤلاء المستخدمين من تحديد واستغلال نقاط الضعف بسهولة أكبر.
التصدي للتحديات المستقبلية
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع عملية اختبار الاختراق بشكل كبير. مثلاً:
- جمع المعلومات (OSINT): يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل المعلومات المتاحة علنياً حول التكنولوجيا المستخدمة في المؤسسة، وتقديم اقتراحات حول النواقل الهجومية المحتملة.
- نموذج التهديدات: يمكن للذكاء الاصطناعي التوصية بالتهديدات المحددة التي يجب محاكاتها بناءً على البيانات المجمعة ومعدل النجاح السابق.
- تطوير الاستغلالات: يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المختبرين في إنشاء كود استغلال مخصص لنظام معين.
تعزيز التقارير وزيادة الشفافية
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحسين التقارير النهائية لاختبارات الاختراق. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملخصات تنفيذية وتوليد تقارير دقيقة ومتعمقة. لكن من الضروري التأكد من أن المنصات المستخدمة لحماية البيانات آمنة، مثل منصة بليكس تراك (PlexTrac) التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بطريقة تضمن حماية البيانات وعدم الاحتفاظ بها بعد معالجة الطلبات.
الاستنتاج: الذكاء الاصطناعي كحليف لاختبار الاختراق
من الواضح أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل المختبرين البشريين، بل سيكون شريكاً يساعد على جعل عملهم أسرع وأكثر فعالية. سيظل الذكاء والإبداع البشري ضرورياً للمهام التي تتطلب تفكيراً خارج الصندوق وفهمًا عميقًا للمنطق البشري وسياقات الأعمال.
من خلال تبني الذكاء الاصطناعي كأداة لتحسين العمل، يمكن لمختبري الاختراق التركيز على الجوانب المثيرة والتحديات في مهامهم مثل القرصنة وحل المشكلات وتفوق على الخصوم. ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، سيكون من الواضح أن المختبرين الذين يتبنون هذه التكنولوجيا سيجدون أنفسهم أكثر تنافسية في عالم الأمن السيبراني المتغير باستمرار.
هل تعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تحديد دور مختبري الاختراق في المستقبل؟ شاركنا برأيك على وسائل التواصل الاجتماعي عبر X (تويتر) وفيسبوك.






شاركنا رأيك بتعليق