في عالم يتزايد فيه الاعتماد على الهواتف الذكية والتطبيقات، تتصاعد التهديدات الأمنية بشكل ملحوظ. وتأتي جهود جوجل في مقدمة المساعي لحماية المستخدمين من التطبيقات الضارة التي تستهدف نظام أندرويد. في هذا السياق، أعلنت جوجل عن حظرها لأكثر من 2.36 مليون تطبيق أندرويد ينتهك سياساتها من النشر على متجر جوجل بلاي في عام 2024، بالإضافة إلى حظر أكثر من 158,000 حساب مطور سيء السمعة حاول نشر مثل هذه التطبيقات الضارة.

تحليل التهديدات الأمنية المستمرة

لا تقتصر جهود جوجل على حظر التطبيقات الضارة فقط، بل تشمل أيضًا حماية البيانات الحساسة للمستخدمين. حيث تمكنت الشركة من منع 1.3 مليون تطبيق من الوصول غير الضروري إلى بيانات المستخدمين الحساسة، وذلك بالتعاون مع مطوري التطبيقات الخارجيين. وتبرز أهمية هذه الجهود في ظل تزايد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الهواتف الذكية.

التقنيات المستخدمة في الحماية

تستخدم جوجل تقنية جوجل بلاي بروتكت (Google Play Protect)، وهي ميزة أمان مفعلة افتراضيًا على أجهزة أندرويد، للكشف عن التهديدات الجديدة. وقد تمكنت هذه التقنية من تحديد 13 مليون تطبيق ضار جديد من خارج المتجر الرسمي. وتعكس هذه الأرقام التزام الشركة بتحديث أنظمة الأمان بشكل مستمر.

النتائج والإحصائيات

بحسب التقارير، فإن 91% من التطبيقات المثبتة على متجر جوجل بلاي تستخدم أحدث بروتوكولات الحماية الخاصة بنظام أندرويد 13 أو أحدث. وفي سياق مماثل، أدى استخدام مطوري التطبيقات لواجهة برمجة التطبيقات الخاصة بسلامة التشغيل (Play Integrity API) إلى تقليل استخدام التطبيقات من مصادر غير موثوقة بنسبة 80%.

الجهود العالمية والتحديات المستقبلية

لم تتوقف جهود جوجل عند هذا الحد، حيث قامت بحظر التحميل الجانبي للتطبيقات غير الآمنة في أسواق مثل البرازيل وهونغ كونغ والهند وكينيا ونيجيريا والفلبين وسنغافورة وجنوب أفريقيا وتايلاند وفيتنام، مما أدى إلى حماية 10 ملايين جهاز من محاولات تثبيت خطيرة بلغت 36 مليون محاولة.

تطورات جديدة في عالم الأمان

أعلنت جوجل عن تقديم علامة “موثوق” جديدة لتطبيقات الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) التي اجتازت بنجاح تدقيقًا لأمان التطبيقات المحمولة. يهدف هذا التحديث إلى مساعدة المستخدمين في اتخاذ قرارات مستنيرة حول التطبيقات التي يستخدمونها وتعزيز الثقة في التطبيقات التي يقومون بتنزيلها.

قضية تريا ستيلر (Tria Stealer)

من الأمثلة الحديثة على التهديدات الأمنية، حملة تريا ستيلر (Tria Stealer) التي تستهدف مستخدمي أندرويد في ماليزيا وبروناي. يتم توزيع هذه التطبيقات الضارة عبر محادثات شخصية وجماعية في تطبيقات مثل تليجرام وواتساب في صورة ملفات APK، وتطلب أذونات حساسة تمكنها من جمع بيانات واسعة النطاق من تطبيقات مثل جي ميل وجوجل ميسجز ومايكروسوفت أوتلوك.

يعتقد أن الجهات الفاعلة وراء هذه الحملة تتحدث اللغة الإندونيسية، مما يعزز الفرضية بوجود صلة إندونيسية في تطوير البرمجية الخبيثة. تستخدم البرمجية المسروقة البيانات لاختراق حسابات المراسلة الشخصية مثل واتساب وتليجرام، ومحاولة انتحال شخصية الضحايا لطلب تحويلات مالية من جهات اتصالهم.

التفكير المستقبلي والنقاش

تظهر هذه الحالات بوضوح أن حماية نظام أندرويد ومتجر جوجل بلاي هو جهد مستمر في ظل استمرار ظهور برامج ضارة جديدة. كيف يمكن تعزيز هذه الجهود بشكل أكبر لضمان أمان المستخدمين في المستقبل؟ شاركونا آراءكم على وسائل التواصل الاجتماعي: فيسبوك و إكس (تويتر).


اكتشف المزيد مع سيبرات

اشترك ليصلك أحدث المنشورات على بريدك الإلكتروني

شاركنا رأيك بتعليق

المقالات الرائجة

اكتشف المزيد مع سيبرات

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على الوصول الكامل إلى الأرشيف

تابع القراءة